الثلاثاء، 30 جانفي 2007

البندقية و الشرق


وأنا في باريس حضرت معرض "البندقية و الشرق"؛ الذي نظم في –معهد العالم العربي بالتعاون مع متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك- وكان موضوعه التبادلات التجارية و الثقافية التي ربطت هذين العالمين
يغطي المعرض الفترة الزمنية مابين 828م-1797م عبر تقديم حوالي مئتي قطعة فنية من أواني زجاجية وسجاد ولوحات ومخطوطات...., من ستين موردا؛ متحفا كان أو مؤسسة دينية حيث استطاعت البندقية طيلة هذه الفترة أن توثق علاقتها بالعالم الإسلامي دون أن تتنازل عن دورها كحامية للمسيحية في أوربا
لقد أتقنت فن الدبلوماسية و ازدهرت بفضل التجارة حيث أنها و مند العصور الوسطى باتت محطة تجارية أولية تمر بها السلع الوافدة من الشرق من: بهارات؛حرير؛سجاد؛سواد؛أحجار كريمة؛قطن؛سكر..... و بعدها تواصل المراكب طريقها إلى أوربا الشمالية و قد استحوذ البندقيين على تلك التجارة كليا ‘ إذ كانوا يفاوضون السلع في موانئ الشرق ثم يحملون الركب إلى البندقية ومن ثم إلى شمال أوربا كما أنهم كانوا يحملون سلعهم و السلع الوافدة من هنالك إلى الشرق
و لاحظت أن مختلف اللوحات المعروضة عند المدخل تبين تواجد البندقيين بكثرة في العالم المشرقي فقد اعتادوا ضمن إستراتجيتهم الدبلوماسية المحكمة إلى إرسال مبعوثين لهم في المشرق للإحاطة باللغة العربية و بجميع العلوم و الفنون وقد خصص لهم فنادق كانت تسع أن تكون مكان إقامة و مخازن لسلعهم وقد كان المبعوث منهم إذا رجع بعد عدة سنوات إلى بلده سلم له ارقي المناصب لاكتسباه خبرة و علما موطنهما آنذاك الشرق المزدهر
المعرض يركز على الفترةالتي تشمل بداية القرن الرابع عشر و نهاية القرن السادس عشر حيث شهدت هذه الحقبة أرقى ازدهار للبندقية كوسيط قد بات حتميا للتجارة بين الشرق و الغرب
:تاريخ العلاقة كما هي مقدمة في المعرض

البداية في 828

تشير الأسطورة إلى أن تاجرين من البندقية "بونو" و "ريستيكو" استطاعا أن يختلسا رفات القديس مرقص من الإسكندرية و حمله إلى البندقية و قد استطاعا أن يراوغا المسلمين بوضعه في سلة و تغطيته بلحم خنزيرو لما رفع المسلمون الغطاء على السلة عافوا رائحة الخنزير و صرخوا "خنزير خنزير" و بهذه الخدعة استطاعوا تهريب جثمان القديس
كما أن لهذه الحادثة التي ربما تبدو طريفة أبعادا سياسية و اقتصادية كبيرة إذ أن وجود جثمان لقديس بهذه الأهمية في البندقية يحتم إقامة كنيسة له وبالتالي {حج إلى مكان تواجده ثم بعد ذلك الى البازيليك التي شيدت له ؛هبات نقدية؛و مكانة دينية رفيعة.......}هذه الاخيرة لها الدور الفعال بأن تقيها من انتقادات روما لها لاستمرارها في المتاجرة مع العالم الاسلامي
يتبع ........


الاثنين، 29 جانفي 2007

أولويات: الحقيبة أو الكتاب


هذه حادثة وقعت لي في شهر رمضان الكريم للعام الماضي، تقريبا على الساعة الثالثة ظهرا و غير بعيد عن منزل إقامتي إذ هاجم علي شابين احدهما كان يحمل سلاحا ابيض
لا داعي أن أقول أن الخبر نزل في الجرائد-جارنا اللي هو صديق والدي يبقى صحفي-
المهم اخذو كل حاجة كانت عندي و راحوا و رجعوا و لا حد شاف و هذه المغامرة كلها حصلت في دقيقة لكن بالنسبة لي كانت ساعة
الطريف في الحكاية المأساوية أنهم لما هربوا بكل حاجاتي و محتاجاتي تذكرت أنا، اني كنت حاملة معايا مرجع مهم جدا أصلا كنت قد استلفته من زميلي و الحكاية طويلة كيف هو حصل عليه- الله اعلم- و لا سر امن دولة لان المراجع هذه حتى تصل إليك بطريقة شرعية لازم كثير..............و المرجع هذا لو مرجعش يعمل أزمة دبلوماسية في الجامعة و بلبلة أنا عنها مستغنية كل الاستغناء
وانا يعني دوموازال كلاس يعني آنسة شيك أتسرق و أكمل مشيتي لا صريخ و لا أي حاجة
...........لكن المرجع نطقني يا إخواني مترجعو الكتاب هما مفهموش يعني البنت سرقنلها الحقيبة و الموبايل و اللائحة تتبع
و هي تفكر في كتاب قديم صفاحاتو مصفرة و الغلاف متقطع –الطبعة قديمة ووحيدة من- 1958- ،قامو ظنوا إني حاطه فيه فلوس فتحوه وقلبوه و زادو حالتو سوء عن اللي كانت فيه و بعدها ضحكو و رموه و على رأي حليم ظلموه
و انا حملت الكتاب و دخلت الباب
و انا امشي و انا امشي