وداعا
عائلة جميلة مكونة من ستة أفراد ...الوالدان و بنتان وولدان ..تعرفت والدتي على الأم منذ أشهر ..كلنا حديثو الإقامة بهذا الحي الجديد حيث يفصلنا عن بيتهم بيتان آخران
عائلة ..مثقفة... راقية .متماسكة ...عصرية جدا و مع هذا متدينة.استعجبت يوم أخبرتني والدتي أن أكبر أولادها يذهب إلى المسجد كل يوم ليقيم هنالك صلاة الفجر...هو الوحيد الذي رأيته ضمن الأبناء...كليتي مجاورة لكليته استغربت لأن شكله العصري جداا لم يكن يوحي بذلك..من القلائل الذين لم يستوردوا الدين الجديد من أقطار أخرى....أرى فيهم دينا متحركا وحيوية .......نموذج ناذر
استيقظت صباحا على جرس الباب...سمعت أمي تتحدث إلى" علي" ذو المواهب المتعددة ...رجل طيب كان يعمل كحارس عند صاحب البيت المقابل لنا...ثم طرده هذا الأخير يوم تزوج ..انتقل بعدها هو وزوجته إلى مأوى آخر و عمل في مجال آخر ليعود إلى الحي.... لا ادري أين يقيم اليوم لكنه يعمل في كل البيوت كمساعد سباك و بناء و مقلم للأشجار و مصلح للطرقات.و..و.....لا اذكر كيف قفزت من سريري لأجد نفسي في الطابق السفلي..أسأل والدتي من الذي مات؟ تخبرني أنهما اثنان ابن السيدة الأصغر و ابن جار آخر لنا ....سقطت السيارة التي كانا يقودانها ليلا في الحي في إحدى الحفر الصغيرة و لم يستطيعا إخراجها وهم في ذلك المأزق اصطدمت بهما سيارة أخرى فذهب الجميع ضحايا....شباب في بداية العشرينات.لا أحد يصدق...غريب أن يعتدي عليك شخص و أنت بالقرب من منزلك....غريب أن تظل تلك الأم الحنون تخاف على ولدها حين يخرج ليموت في الآخر أمام دارها .
دائما أتذكر حديث والدتي عنهم و عن علاقة الإخوة و الأخوات ببعضهم و مع والدهم و بالأخص مع والدتهم...سقطت حلقة للأبد من ذلك المشبك
سافر أخي البارحة إلى تونس ليقضي أجازة الصيف ..تضاعف قلق والدتي -الذي هو في العادي مضاعف عشرات الأضعاف - بعد سماع هذا الخبر....تردد: اعرف العلياء و علاقتها مع أولادها....كان الله في عونها
في الحقيقة الموت مصيبة تسقط على رأس الأحياء
مصيبة لم أستوعبها بعد
.
.
منذ دقائق حمل جثمان الميتان إلى المقبرة ...على صوت الأم ..لا تأخذوا ولدي ..أتركوه معي"
الحي كله يبكي شابان كانا نموذجا جميلا للشباب الحالي
لا حول و لا قوة إلا بالله
هناك 3 تعليقات:
انه امر الله وحكمته ولا احد يعرف ربما اراد الله لهما ان يقبضا اليه وهم صالحين ليرزقهم الجنه
ربنا يرحم امواتنا جميعا
بوست حزين لكن واقعي وجميل قوي
تحياتي
سلااااااااااااااااام
البقاء لله وحده
اللهم أدخلهم جنتك وصبر أهلهم ولا تجعلهم من المفتونين
الشنكوتي الكبير
هو واقعي جداا للتو أخبرتني والدتي أنهما ماتا بالقرب من قاعة حفلات كان يقام فيها عرس ..لم يقعا في حفرة بل انقلبت السيارة و توفيا بينما الناس كانوا يغادرون الحفل ...مفارقة عجيبة
الفراق صعب جداا
اللهم ارحمهما برحمتك الواسعة
التواتي
فاجعة هي
هم عائلة مؤمنة و جميلة... يا رب ..اللهم امين.. ...
إرسال تعليق